الأربعاء، 11 يونيو 2014

الطفل و السينما مواصفاتها


الطفل و السينما و مواصفاتها

كل من يريد أن يعمل على انجاز الفيلم الموجه إلى الطفل يجب عليه أن يستجيب لانشغالات و أحلام هذا الأخير و يجسد على الشاشة نظرته الخاصة للأشياء.
انطلاقا من هذه الكلمات الجميلة يجب علينا السعي للبحث عن المواصفات السينمائية الخاصة بعالم الطفل و التي ترتكز حسب اعتقادي على الإيماءات التي يجب ترجمتها إلى الصورة و إلى رموز مشتركة بين الطفل و واقعه.
و حتى لا تتحول هذه الإيماءات إلى وسيلة لتهديم الذوق و تفسد سينما الطفل , يجب علينا العمل على امتلاك فضاءات النصاعة حتى لا يختبئ وراءها أدعياء ' الحرص' على ثقافة و أدب الطفل بصفة عامة.
إن حرص كتاب السيناريوهات الموجهة لهذه الفئة من المجتمع, في أول الأمر و التزامهم بمبادئ نزيهة و نصوص تعتمد على عمليات الاتصال المهذبة للسلوك ( كاللغة السينمائية- و الإيماء بأوسع المعاني..) و في إطار الأدوات و النظم التي تساعد على تكريستربية الذوق الجمالي- هي الخاصية المثلى في إيجاد سينما الطفل.
و من أساليب تحقيق النصاعة, نقترح إشراك أو مساهمة عدة مؤسسات ثقافية في انجاز العمل السينمائي الموجه إلى الطفل في شكل تقتسم فيه الأعباء و الآراء و التصورات.
و بهذا يمكن لسينما الطفل أن تصبح لها أهمية اقتصادية نفيسة في حالة ما إذا استغلت بذكاء و إخلاص بحيث يكون دور جلب الكبار نحو دور السينما من طرف الصغار ..فعال و مهم في نفس الوقت.
و لنا في سينما ما بين الأحياء و العروض السينمائية على الهواء الطلق من المزايا ما بثلج الصدر و يبهت المشاهد و يؤسس لفتحة أو شرفة مطلة على ترقية هذا النوع من الفن الموجه للطفل رجل الغد..
إن العمل السينمائي الموجه إلى الطفل في لغة أصلية مترجمة إلى اللغة الوطنية,فيها من الخلل حسب اعتقادنا ما يكفي لتعطيل مسار سينما الطفل.. لذلك يكون من الأجدر و الأحسن التفكير في اختيار النسخ الناطقة باللغة الوطنية رغم أنها مكلفة للغاية و لكن بالنظر إلى منافعها الكبيرة يصبح الأمر على غير ذلك.
و من ' النصاعة' أيضا أن نفكر في نوادي سينمائية للطفل ينمو فيها حسب أحلامه و بدعم من المؤسسات الثقافية المختلفة و يكفيه الانسياق إلى قاعات العرض السينمائي المخصصة للكبار أين تكمن كل الأفكار التي تتعدى ثقافته و أدبه.
نوادي سينما الطفل كما يعبر عنها المختصون ( جواهر الثقافة السينمائية) على هذه الفئة في شكل – فوانيس سحرية-.في البداية على شكل أشرطة تاريخ السينما و ما تكنزه من رصيد إبداعي يقطن خباياها و ذلك و بمساهمة المؤسسات الثقافية و غيرها ممن يسعى لتحقيق سينما الطفل بمعنى الكلمة و إلى تشجيعه للانخراط في هذه النوادي و بمساهمات مالية رمزية تشجع لبعث مدرسة للسينما يصنع فيها الفيلم الذي يضحك الطفل و يربيه و يعلمه..الخ
و عندما نتكلم عن النوادي السينمائية للطفل تقفز إلى أذهاننا الدفاتر السينمائية التي يستحسن توزيعها قبل العروض حتى يتطلع و يطالع الطفل المعلومات المفيدة حول الفيلم و تاريخ السينما بصفة عامة..
و تجدر الإشارة إلى أن اختيار الأعمال السينمائية من الرصيد التاريخي لعرضها على الطفل يكون على أساس اقتناء للأمثلة التاريخية و ليس على أساس أعمال أنجزت خصيصا للطفل و هذا أمر مهم حتى لا نسقط في الخلط بين سينما الطفل و الأعمال السينمائية الأخرى.
و ريثما تتطور هذه الأفكار و تتبلور على ارض الواقع نطرح السؤال التالي: هل في تفكير مؤسساتنا الثقافية و بإمكانها تجسيد مشروع( هيئة تنسيقية و ترقوية لتنمية الأعمال السينمائية الموجهة للطفل؟) عن طريق التلفزة-المؤسسات البيداغوجية- وسائل الإعلام بصفة عامة حتى تؤسس لمجموعة المنافع التي سبق ذكرها.
محمد داود





أم الفنون السينما المؤسسة الاقتصادية

في السنوات الأخيرة دخلت السينما منعرجا أسقطها في هوة استحال عليها الخروج منها,لا لأنها غير قادرة على النهوض و لكن جراء عمق الهوة المتسبب الدائم في بقائها كذلك.
و إذا كان تاريخ السينما الجزائرية يشهد على أيام عزها و رفاهيتها فلأنها حسب الاعتقاد كنت أداة فعالة للتغيير الاجتماعي و الثقافي الذي يخدم المصلحة العامة و هذا رغم الصعوبات التي كانت تعرفها الصناعة السينمائية.
إن السينما في حجمها داخل هرم الثقافة( نستعين بها كلها, و نستوعبها كلها, و تعد من كل ذلك مزجة للفرجة تجذبنا إليها و تضعنا في جوها, و تترك لدينا في المال تأثيرا يدوم و يدوم و يفعل في النفس فعل الخميرة في العجين). 
و السينما قوة اقتصادية و تجارية تستمد قوتها باستخدامها وسائل إنتاج تقنية لفرض سيطرتها و انتشارها.
و السينما حسب الاعتقاد, لا تشبه الوسائل الإعلامية الأخرى و الاتصال السمعي البصري الذي ستمد قوته من المصلحة و الهدف.. رغم إنها تستخدم نفس الأداة ' الشاشة' في انتشارها , و من هنا بالضبط
لا نريد أن يفهم السينمائيون و لا رجال السمعي البصري فكرة – التمييز- بين القطبين المتوازيين..بمفهومهما الأدبي المحض و لكن ليدركوا أن السينما شيء و الاتصال السمعي البصري شيء آخر يختلفان تماما.
تخضع السينما في هذا الحال إلى – التفهم الثقافي- الذي يحتوي على التبادل و أدواته الكامنة في فرص المقارنة , لا مركزية العرض,الحداثة,و ترقيتها, أو بالمعنى الشامل ( الثقافة من خلال الاقتصاد) و آلياتها المتمثلة في. اللغة – التجديد- تحسين التكوين المستمر..و من غير الممكن إدراجها في حيز( الاستقلالية الاقتصادية) و من المستحيل التخلي عن تمويلها, لان التمويل في هذا السياق يلعب دورا أساسيا في تثمين السياسة السينمائية – كمؤسسة اقتصادية- إذا اعتبرناها كذالك.
اقتصاد الدول الأوروبية في جانبه ' الثقافي الفني' يعتمد نظام الترقية الثقافية العمومية باستعماله السند الاشهاري في عملية تأسيس شبكاتالدعم المالي الخاص- الذي البسوه الصبغة الاجتماعية الطبيعية..و حقنوه في مؤسسات تهتم بتمويل مختلف المشاريع و بشتى الطرق المتاحة- كالتخصيص المالي (الميزانيات) التمويل بجميع صفاته و التشجيعات المالية المختلفة..- بحيث تمكنوا بهذا العمل الجاد و الصادق من الخروج من أزمة التمويل..
إن ما عانته السينما الجزائرية و ما تعانيه رغم وجود ترسانة من النصوص التشريعية و التنظيمية , سببه غياب التفهم الثقافي أو بمعنى دقيق غياب ( حرفة التفكير) كما تسمى في فن إدارة الأعمال .. و السينما كما يعرفه الجميع ساحة معركة التغيير الاجتماعي و الثقافي و حتى الاقتصادي و ربما أكثر من ذلك فهي قادرة على تحقيق الرفاهية, إذا أعيد بناؤها حسب متطلبات المصلحة العامة العليا للبلاد و العباد التي تتمثل عواملها في التربية و التنمية.الخ
هناك أنواع عديدة من التصورات قد تأتي بالحل الشافي, منها ما يعتمد على الوسيلة و منها ما يعتمد على الغاية, و هناك تصور ثالث له علاقة بتوزيع المسؤوليات على شكل هرمي.
في ما مضى كانت المهمة الرسمية هي ممارسة الرقابة السياسية و المهنية على الصناعة السينمائية بما فيها الإنتاج الذي أدرج ضمن صلاحيات الجهات الرسمية للدولة و أصبحت طرفا في الاستغلال الشامل و في تنظيم القطاع و إدارته بصفة عامة.
مثل هذه القواعد يجب أن تتغير إلى ناحية – تليين النصوص السينمائية- إلى حد زرع ثقافة ' الشراكة و المساهمة و المنافسة و قواعد الاستثمار..' التي لم تعط لها الأهمية القصوى و المتابعة الصارمة فيما مضى فكانت النتيجة على ما هي عليه اليوم.
ما يفهم من عملية تليين النصوص هي الدخول في عدة عمليات تشريعية لتحقيق تصورات تكون علاجا شافيا لحال السينما.
إصدار مجلة سينمائية لتغطية الأنشطة الرسمية و إعادة الهيكلة لإنعاش القطاع و تأسيس صندوق دعم السينما مبنى على الرسم الضريبي لتذاكر دخول قاعات العرض ,و تأميم القاعات مبادرة جديرة ,, و لكنها غير فعالة لأنها و بتعبير آخر ليست السينما هي المعنية بالتنظيم و لكن الحل يجب أن يطال النصوص التشريعية و التنظيمية الخاصة بالقطاع السينمائي التي يجب أن تخدم الاستقرار حتى تحصن السينما في موقع يمكنها من إيجاد التصورات الناجعة الحل اشكاليتها.
من الحقائق المرة التي نكتشفها عند تفحصنا للنصوص التشريعية و التنظيمية الخاصة بالسينما هي الطريقة السيئة التي جاءت عليها, ثم إخضاعها للتقليد الحرفي لكل ما هو صانع للفشل ( من تقليد في الصياغة, و غياب النمذجة, و خلط في الشكل و التشكيل بعيدا عن التصميم الاستراتيجي و الرسم العشوائي لبناء النصوص التي اختفت منها المفاهيم الثقافية و الاقتصادية..الخ)
و إذا كان لابد من توضيح أكثر جرأة فانه يجدر القول: إن وضع النصوص على هذا الشكل هو السبب الأول في انهيار كيان السينما الجزائرية و أدت بعد ذلك عمليات التأميم المتتالية و الحل العشوائي لكل كيان السينما بعده.
و من الأسباب الجوهرية التي أبقت السينما سجينة الاتجاه الغير واضح هي اللغة السينمائية ( كأداة تواصل اجتماعي) التي لا تعبر صراحة عن أصالة المجتمع الجزائري التي تكمن في اللغة و الهوية و المعتقد.
الواقع اللغوي في السينما الجزائرية يمتد على مسافات طويلة من الصمت المبهم أو على يناء لغوي مركب على شكل كلمات ' قصيرة الدلالة' لا تعبر عن ( المكنون الاجتماعي و الثقافي) للشعب الجزائري الذي يطمح إلى بناء سينما جزائرية أصيلة و لغة ' مثقفة' تبصر المشاهد بهويته و ترسيه في انتمائه لوطن فذ..
في الكتابة السينمائية يجب أن يطال التجديد كل مرافقها و أركانها ملتزما مع ذلك النزاهة و الاتصال المهذب للسلوك المساعد على تربية الذوق الجمالي و تحقيق – النصاعة- لدى رواده و محبيه من المجتمع العريض.

و من آليات ' النصاعة' التكوين و التحسين المستمر للمعارف إلى غاية بناء القدرة على الإبداع و استنباط الحلول و تصميم البناءات المختلفة للسينما التي تؤسس لبعث تنسيقية ترقوية لتنمية الأعمال السينمائية...
محمد داود

رأي و تصورات ...في السينما.



السينما...رأي و تصورات


لعل من المعوقات الأولى التي تطرح نفسها باستمرار عندما نتحدث عن السينما , هو الخلط بينها و بين السمعي البصري ..فهذا الأخير أصبح في عصرنا قوة اقتصادية و تجارية تستمد قوتها من وسائل الإنتاج التقنية التي تفرض بواسطتها الانتشار و السيطرة , في حين أن السينما لا تشبهه أي السمعي البصري, لأنه يستمد قوته من ( المصلحة – و الهدف)رغم أنه يستخدم نفس الأداة في الانتشار و السيطرة , ألا و هي ( الشاشة) .. و إذا رجعنا إلي شيء من الدقة الفنية في مدلولها : فالسينما 'تفيد' التفهم الثقافي الذي يحتوي على التبادل و أدواته المتمثلة في فرص المقارنة لأعمالها بغيرها التي نحصرها في : لا مركزية العرض أو بالتعبير الأدق.. التعبير عن المكنون الثقافي الاجتماعي ..(التعابير ) و الحداثة و ترقيتها يعني ( الثقافة من خلال الاقتصاد) ..ثم تأتي كلمة سمعي بصري لتدل على أنها عبارة عن عمليات سمعية بصرية تتحقق من خلالها الظواهر الفنية للسينما التي لا تستطيع أن تصمد في هذا المجال أمام هذه العمليات إلا على قاعدة اقتصادية و توفر التكاليف الضرورية - المعوقات- التي تحول دون امتداد السينما إلى عصر النهضة التي يشهدها السمعي البصري رغم امتلاكها لكل الوسائل .
إن السمعي البصري كان اسعد حظا من السينما حينما كرست له الضرورات , كتحديد اللغة و توفير الحرية و الاستقلالية وتكسير كل العادات السيئة التي لا زالت تتشبث بالسينما.
و إذا كان من المتفق عليه فيما سبق ..إن السينما هي أم الفنون و هي فن المال
و البراعة التي تصنع الجودة, و هي أيضا فن التكاليف الباهظة و العائدات النفيسة.. فإنها في الوقت الراهن – تحتضر- الأمر الذي يستوجب انتهاج أسلوب جديد و صياغة مسئولة أمام ( خنقها) بواسطة السمعي البصري الأداة المهيمنة في الوقت الحالي.
و قد فسرت الظروف القاسية التي تمر بها السينما , إن البراعة السينمائية تقترن ( بالمال و المعرفة) و توظيفهما بشكل ذكي يحقق الغايات و يهدف إلى رسم الاستراتيجيات المربحة.. التي تكمن في تجديد اللغة السينمائية بتليين مواضعها نحو التراث الثقافي المادي و الغير مادي و بظهور كتاب سيناريوهات جدد.. و توفير نصوص تنظيمية مصممة تصميما ذكيا يوظف فيه كل الأفكار الجديدة التي تخدم السينما و تطورها.. يضاف إليها آليات الاقتصاد الحر , كالشراكة,و المساهمة, و التمويل المالي, و إدراج مفاهيم الاستثمار و المنافسة و غيرها من الآليات العصرية.
و يتفق الكثير على طبيعة الخصائص الفنية لتطوير السينما وحصرها في عوامل نذكر منها:
1- الطلاقة: و تعني القدرة على إنتاج الجديد من الأفكار.
2- المرونة: و هي القدرة على النتاج الجديد من الفكر الفني الذي يظهر تحرك الإنسان من مستوى فكري فني إلى مستوى مغاير.
3- التوسع: و معناه القدرة على إضافة تفاصيل على صلب الموضوع إلى فكرة فنية أساسية لم يتم إنتاجها في السابق.
4- الأصالة: القدرة على الوصول إلى أفكار لم يتوصل إليها الغير: من التمتع بالذكاء و اتساع الفكر الفني.
و مهما تعددت التفسيرات الفنية فإنها تصب في مجرى واحد , هو أن القدرة على إخراج السينما من ركودها متوفرة و موفورة لدى الكثير من الأفراد في بلادنا.
و في الأخير , ينبغي أن لا يغفل عن هذا الأمر , دون معالجة و لا بد من صياغة إطار توافقي للسينما , و في الوقت نفسه يحفظ للسمعي البصري خصائصه و يعطي للسينما الحركية و الازدهار و الفعالية و النهضة.

 محمد داود

لنخطط لمؤسسة المعلومة

لنخطط لمؤسسة المعلومة

في السنوات الأخيرة ازداد الاهتمام بدور المعلومة في عملية بناء المجتمعات و دار جدال كبير بين المهتمين بأمور المجتمع و مختلف مؤسساته حول أهمية المعلومة و أنواعها و جدوى الاستعانة بها و أفضل الطرق و الأساليب للاستفادة منها لتطوير المجتمع و معالجة مشاكله.
نحن نعيش ما يسمى بعصر * تكنولوجية المعلومة* بعد أن خرجنا من عصر * الآلة و الماكنة* و هكذا أصبحت المعلومة المحك لمختلف الديناميكيات الهادفة إلى تطوير مختلف جوانب الحياة.
و لكي نتحدث عن المعلومة يجدر بنا أن نخوض في ما يسميه أهل الاختصاص ب:
تليين التنظيم, حتى نتمكن من تعيين الظواهر التي تبدأ من الآلية إلى قيام مجتمع المعلومة. و لعل ما يساعدنا في استجلاء الأمر هذا , هو الإجابة على عدد من الأسئلة التي تحدد أبعاد هذا الموضوع و هي:
ا- ما هو مفهوم المعلومة؟
ب- الفرق بين المعلومة و الوسائل الأخرى؟.
ج- ما هو التطور الذي يمكن أن يحدث من خلال هذا المفهوم؟.
د- ما هي علاقة المعلومة ببناء المجتمع؟
ه- ما هي الأساليب المتاحة لبعث معلومة المجتمع؟

أ- ما هو مفهوم المعلومة:
يرى البعض أن المعلومة هي عبارة عن انتاجات كالأجهزة و المواد و يرى البعض الآخر أنها عمليات أي أسلوب تفكير و عمل يؤدي إلى الحصول على المنتجات بينما يذهب الآخرون إلى أنها نظام تتفاعل فيه المنتجات مع العمليات و لا يمكن الفصل بينمهما كأجهزة الحاسوب التي تجمع بين الأجهزة و المواد – البرامج- و في إطار شامل موحد.
و يقصد بالمعلومة أيضا الأسلوب المنهجي المنتظم الذي نتبعه في استخدام تراثنا المعرفي يعد ترتيبه و تنظيمه في نظام خاص بهدف الوصول إلى حلول مناسبة لبعض من مشاكلنا.
و لذلك’ لا يمكن حصر نظام أو عمليات المعلومة في مفهوم الأجهزة لان الأغلبية من المجتمعات التي تصبو إلى التطور في هذا النظام ترى أن اقتناء الأجهزة دون الالتزام بالعمليات التي تتضمنها المعلومة في تحليل مكونات العمليات أو لنظام في الطريقة الصحيحة.
و إذا اعتبرنا أن تليين التنظيم كنظام يشمل جميع عناصر و مكونات المعلومة فان تعيين الظواهر يصبح بمثابة العنصر الأساسي في عملية الانتقال إلى مجتمع المعلومة أو المجتمع الراشد المراد تحقيقه.
على كل حال هي عملية مركبة تشمل الأشخاص روحا و جسدا و أساليب حتى لا تبقى أعمالا آلية و أفكارا حتى توقظ الضمائر و مواضيع و أدوات تدفع للبحث و التواصل المتواصل فيشتى العلوم و حتى تتجلى الحقائق.
فالحقيقة هي ليست إلا عملية حرص على إيمان المجتمع بتحقيق الخير و إيجاد الحلول للمشاكل و تقييم الإعمال و إدارتها.
تطوير عملية تليين التنظيم
هي عملية تستوجب إتباع نظام خاص يمكننا من تحليل الحاجات و تقدير درجة أهميتها لتصميم العملية الهادفة و الرامية إلى تليين التنظيم من خلال اقتراح برنامج في ضوء تقويم بعيد عن الأسلوب التقليدي الذي من أهدافه العبث و ليس الاحتياج.
إن إتباع منهج تليين التنظيم على كل المستويات أو التشريع بمفهومه العلمي – فن إدارة تليين التنظيم – هي البعد الثاني لتكنولوجية المعلومة و المقصود هنا بالإدارة هو تطبيق الأسس العملية - الإيمان الصادق المتبوع بالعمل الصالح- و نتائج الأبحاث التي توفرت في المجالات المختلفة الاقتصادية و الاجتماعية ...لتحقيق وظائف هذا الفضاء من خلال أنظمة خاصة.
إن اختيار الأطر التنظيمية اللازمة لإدارة الوظائف المختلفة هي النمط المتبع في إدارة التنظيمات
أما إدارة الإفراد فالمقصود منها اختيار الإفراد العاملين و تحديد مواصفات الهام التي يقومون بها و مختلف الأساليب للإشراف عليها.
و هذه بشكل مختصر النظرة الكاملة لتكنولوجية المعلومة التي تجمع بين النظام الكامل و الجانب الاقتصادي و الإداري و حتى الاجتماعي.

ب- الفرق بين المعلومة و الوسائل الأخرى
انحصر مفهوم – الوسائل – في تكنولوجية المعلومة في المواد و الأجهزة و اعتبرها اغلب المستعملين مجرد أدوات مساعدة لها دور ثانوي و لكن لم يدخلوها كجزء متكامل يتم التخطيط له في استراتيجيات المعلومة التي لا تزال في بلداننا تعتمد على الأسلوب التقليدي المتمثل في ا* الفحص و استحداث * البطاقات و تكوين تراكمات من المعلومة مصممة خصيصا لتنتهي في شكل حاويات لنتائج الجرد اليومية.
و كان لغياب الإطار التكنولوجي الذي يحدد العلاقة بين المعلومة و الوسائل و باقي الأدوات الأخرى إن اقتصر التفكير في ه>ا الموضوع بالمستوى البسيط باستخدامها من خلال تخطيط يطور المعلومة لتعالج المشاكل وفق أنظمة تقوم على التخطيط العلمي و ابتكار استراتيجيات جديدة.
كما أنه لم تساعد هذه المفاهيم السائدة على اتساع مجال آلة وسائل و تطوير الخدمات و إعداد الكوادر التي تعمل على إدارة و وظائف المعلومة و برامجها.
و على عكس ذلك جاءت تكنولوجية المعلومة بإطار أوسع يمكنها من استيعاب كل المتغيرات و خاصة في مجال جمع بين نتائج المعرفة و تطويعها على كل المستويات سواء على مستوى تصميم الأعمال آو تطوير مناهجها أو ادراتها و وضع الاستراتيجي على وجه الخصوص.
و بذلك استوعب مفهوم تكنولوجية المعلومة المواد و الأساليب و مفاهيم الاتصال داخل الإطار المشار إليه سابقا بعيدا عن الاستخدام العشوائي و لكن على أساس التصميم العلمي.
وقد استدعى هذا بالضرورة تنوع و تعدد وظائف التكنولوجية بتوسع مفاهيم الاتصال و تنوع البحوث و تطوير المرافق الاجتماعية المختلفة.

ج – ما هو التطور الذي يمكن ان يحدث من خلال هذا المفهوم
للإجابة على هذا السؤال يجب إدراك فهم تطور الوسائل قبل كل شيء باعتبارها إحدى عناصر عملية الاتصال الإنساني ثم التأكيد على أنها اى الوسائل – عناصر النظام الكامل الذي تكمن فيه الخطوات المتتالية أو بالمعنى الأصح المتعاقبة المؤدية إلى تقديم مختلف الحلول.
بعدما أصبحت الوسائل نظاما ثم تصميما يقوم به الإنسان لبناء الحلول الكفيلة بمعالجة المشاكل المستعصية يتم توظيف هده الميكانيزمات لتحقيق أهداف محددة و هنا تجدر الإشارة إلى اهمية تكامل الوظائف لتحقيق الأهداف التي يصبو إليها النظام.
و يمكن ذكر بعض لتطورات التي يمكن أن تحدث عند إتباع هذا النظام ألا و هي:
1- الاستفادة من الاستراتيجيات الكامنة فيه لاتخاذ القرارات الصائبة.
2- استنباط طرق سليمة لتصميم الأنظمة,
3- تحقيق أيفضل الأساليب و كيفية تطبيقها,
4- يقدم البدائل لمختلف المعاملات,
5- يحدد الوقت المناسب لتحقيق مكونات النظام.
6- ينبئ بكل خلل لتصحيح المسار .
7- يساعد على تقدير الربح و الخسارة..و يمكن أن تتمدد هذه الأصول إلى ميادين أخرى مختلفة و متنوعة.

د- ما هي علاقة المعلومة ببناء المجتمع؟
تغير مفهوم المجتمع في عالم تكنولوجية المعلومة إلى مفهوم * بيئة * يتم فيه الجمع و الجرد و التحليل و التخزين..للمعلومة و أكثر من ذلك يصبح المجتمع في موقف مشارك مباشر للحصول على مختلف المعارف و المهران تحت تأثير ما يسميه المختصون بالتفاعل مع المعلومة و أدواتها.
ان علاقة المعلومة بالمجتمع في ه>ا السياق هي علاقة تهيئة البيئة لاستقبال بذور التغيير الجذري و يفهم من بذور التغيير ذلك النظام الشامل الذي لا يمكن الاستغناء عنه في – إصلاح لهياكل – بواسطة العمل على انتشار أسلوب – تكنولوجية الشباكات المعلوماتية – بكل أدواتها و برامجها و انجاز :
TERMINAL MULTIMEDIA D’INTERFORMATION
التي تحتوي كما هو معروف على:
LE CLAVIER NUMERIQUE ET L’ENSEMBLE DES CODES BARRES/ CRAYON LECTEUR …
التي تسمح بإجراء عمليات متطورة و بتكاليف جد معقولة .
و هكذا تصبح علاقة المعلومة ببناء المجتمع علاقة المصدر الوحيد للمعرفة و يمكن ان نقول أن التحكم في العملية هذه سينتقل تدريجيا من خلال البيئة إلى التغيير الذي نصبو إليه في إصلاح مختلف الهياكل,

ه – ما هي الأساليب لبعث مفهوم معلومة المجتمع؟
من أنجع أساليب مفهوم معلومة المجتمع هي طريقة ترقية الإدراك و الاستيعاب الثقافي الذي يحدث ما نطمح إليه و هو انتشار التنوع الذي يحارب الاختلاف في مجتمع المعلومة أو المجتمع الراشد و هذه المادة الجديدة التي كرم الله سبحانه بها الإنسان من خلال العقل أساس التمييز الذي يدرك و يفهم أن المسؤولية أمانة و مهمة عظيمة لا يعيه إلا الإنسان العاقل و مهمة عظيمة سخر الله تعالى لتحقيقها ما في السموات و الأرض بالعلم و المعرفة.
و عندما نتكلم عن الاستيعاب الثقافي فبدون شك نحن نقصده كوسيلة حضارية لتحقيق هدف أسمى ألا و هو تحريك الإيمان مصدر كل وعي و تدبير و شعور.
و بطبيعة الحال تتطلب هذه المادة أو المعدن وسائل تقنية أخرى باستغلال الصورة و الطريقة و الصوت و كل الأجهزة المرافقة للإعلام الآلي ..و وسائل الاتصال المتنوعة و – .cycles –دوراتها
و من خلال هذا نتنبأ بإذن الله تعالى ببروز منشآت فيها من روح المبادرة و الجرأة التي تمكننا من إرساء ما يسمى ب:
Industrie des systèmes de vie
صناعة أنظمة الحياة التي تعتمد على تكنولوجية الاتصالات و الاتصال..
ان حاجة المجتمعات اليوم لمثل هذه الصناعات التي تحدث فضاءات تكون بمثابة الأرضية الخصبة لمجموعة من النشاطات الفردية و الاجتماعية ضرورية لا يمكن الاستغناء عنها في نظام الشبكات.
قد يكون لمعنى نظام شبكات الإعلام الآلي في كل مكان هو إحداث قطاع متعلق بالحاجات الضرورية للحياة و بناء سوق داخلي ضخم يؤسس لبروز فضاءات جديدة موجهة للنشاطات الاجتماعية,
و تعني أيضا عملية إرساء هذه الشبكات في مواقع العمل و السكنات ..الإعلام الآلي في كل مكان يعني تكنولوجية الدورات .
و كما هو معروف هي عبارة عن دورات ربط الاتصال المعاصر من خلال لمواصلات اللاسلكية لبث و نشر الحوار الاجتماعي بمفهومه العام لان ذكاء الإنسان مبني على شكل يمتاز بإحداث دورات موجهة للمعلومات القيمة.
و هكذا يكون إحداث الشبكات و الدورات كطريقة أساسية لإنشاء أسواق جديدة يسمح تحريرها في بروز دورات تشمل مختلف النشاطات الاقتصادية ينشط حياة الفرد بالثقافة و تؤسس لظهور الإعلام الآلي في غير أماكن العمل و لا تتجسد مثل هذه الأفكار إلا في مجتمع المعلومة مع الأخذ بعين الاعتبار البيئة الطبيعية و الاجتماعية لكل مجال إنساني يحمل قيما تقبل المشروع.
محمد داود