الأربعاء، 11 يونيو 2014

الطفل و السينما مواصفاتها


الطفل و السينما و مواصفاتها

كل من يريد أن يعمل على انجاز الفيلم الموجه إلى الطفل يجب عليه أن يستجيب لانشغالات و أحلام هذا الأخير و يجسد على الشاشة نظرته الخاصة للأشياء.
انطلاقا من هذه الكلمات الجميلة يجب علينا السعي للبحث عن المواصفات السينمائية الخاصة بعالم الطفل و التي ترتكز حسب اعتقادي على الإيماءات التي يجب ترجمتها إلى الصورة و إلى رموز مشتركة بين الطفل و واقعه.
و حتى لا تتحول هذه الإيماءات إلى وسيلة لتهديم الذوق و تفسد سينما الطفل , يجب علينا العمل على امتلاك فضاءات النصاعة حتى لا يختبئ وراءها أدعياء ' الحرص' على ثقافة و أدب الطفل بصفة عامة.
إن حرص كتاب السيناريوهات الموجهة لهذه الفئة من المجتمع, في أول الأمر و التزامهم بمبادئ نزيهة و نصوص تعتمد على عمليات الاتصال المهذبة للسلوك ( كاللغة السينمائية- و الإيماء بأوسع المعاني..) و في إطار الأدوات و النظم التي تساعد على تكريستربية الذوق الجمالي- هي الخاصية المثلى في إيجاد سينما الطفل.
و من أساليب تحقيق النصاعة, نقترح إشراك أو مساهمة عدة مؤسسات ثقافية في انجاز العمل السينمائي الموجه إلى الطفل في شكل تقتسم فيه الأعباء و الآراء و التصورات.
و بهذا يمكن لسينما الطفل أن تصبح لها أهمية اقتصادية نفيسة في حالة ما إذا استغلت بذكاء و إخلاص بحيث يكون دور جلب الكبار نحو دور السينما من طرف الصغار ..فعال و مهم في نفس الوقت.
و لنا في سينما ما بين الأحياء و العروض السينمائية على الهواء الطلق من المزايا ما بثلج الصدر و يبهت المشاهد و يؤسس لفتحة أو شرفة مطلة على ترقية هذا النوع من الفن الموجه للطفل رجل الغد..
إن العمل السينمائي الموجه إلى الطفل في لغة أصلية مترجمة إلى اللغة الوطنية,فيها من الخلل حسب اعتقادنا ما يكفي لتعطيل مسار سينما الطفل.. لذلك يكون من الأجدر و الأحسن التفكير في اختيار النسخ الناطقة باللغة الوطنية رغم أنها مكلفة للغاية و لكن بالنظر إلى منافعها الكبيرة يصبح الأمر على غير ذلك.
و من ' النصاعة' أيضا أن نفكر في نوادي سينمائية للطفل ينمو فيها حسب أحلامه و بدعم من المؤسسات الثقافية المختلفة و يكفيه الانسياق إلى قاعات العرض السينمائي المخصصة للكبار أين تكمن كل الأفكار التي تتعدى ثقافته و أدبه.
نوادي سينما الطفل كما يعبر عنها المختصون ( جواهر الثقافة السينمائية) على هذه الفئة في شكل – فوانيس سحرية-.في البداية على شكل أشرطة تاريخ السينما و ما تكنزه من رصيد إبداعي يقطن خباياها و ذلك و بمساهمة المؤسسات الثقافية و غيرها ممن يسعى لتحقيق سينما الطفل بمعنى الكلمة و إلى تشجيعه للانخراط في هذه النوادي و بمساهمات مالية رمزية تشجع لبعث مدرسة للسينما يصنع فيها الفيلم الذي يضحك الطفل و يربيه و يعلمه..الخ
و عندما نتكلم عن النوادي السينمائية للطفل تقفز إلى أذهاننا الدفاتر السينمائية التي يستحسن توزيعها قبل العروض حتى يتطلع و يطالع الطفل المعلومات المفيدة حول الفيلم و تاريخ السينما بصفة عامة..
و تجدر الإشارة إلى أن اختيار الأعمال السينمائية من الرصيد التاريخي لعرضها على الطفل يكون على أساس اقتناء للأمثلة التاريخية و ليس على أساس أعمال أنجزت خصيصا للطفل و هذا أمر مهم حتى لا نسقط في الخلط بين سينما الطفل و الأعمال السينمائية الأخرى.
و ريثما تتطور هذه الأفكار و تتبلور على ارض الواقع نطرح السؤال التالي: هل في تفكير مؤسساتنا الثقافية و بإمكانها تجسيد مشروع( هيئة تنسيقية و ترقوية لتنمية الأعمال السينمائية الموجهة للطفل؟) عن طريق التلفزة-المؤسسات البيداغوجية- وسائل الإعلام بصفة عامة حتى تؤسس لمجموعة المنافع التي سبق ذكرها.
محمد داود




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق