الأربعاء، 11 يونيو 2014

رأي و تصورات ...في السينما.



السينما...رأي و تصورات


لعل من المعوقات الأولى التي تطرح نفسها باستمرار عندما نتحدث عن السينما , هو الخلط بينها و بين السمعي البصري ..فهذا الأخير أصبح في عصرنا قوة اقتصادية و تجارية تستمد قوتها من وسائل الإنتاج التقنية التي تفرض بواسطتها الانتشار و السيطرة , في حين أن السينما لا تشبهه أي السمعي البصري, لأنه يستمد قوته من ( المصلحة – و الهدف)رغم أنه يستخدم نفس الأداة في الانتشار و السيطرة , ألا و هي ( الشاشة) .. و إذا رجعنا إلي شيء من الدقة الفنية في مدلولها : فالسينما 'تفيد' التفهم الثقافي الذي يحتوي على التبادل و أدواته المتمثلة في فرص المقارنة لأعمالها بغيرها التي نحصرها في : لا مركزية العرض أو بالتعبير الأدق.. التعبير عن المكنون الثقافي الاجتماعي ..(التعابير ) و الحداثة و ترقيتها يعني ( الثقافة من خلال الاقتصاد) ..ثم تأتي كلمة سمعي بصري لتدل على أنها عبارة عن عمليات سمعية بصرية تتحقق من خلالها الظواهر الفنية للسينما التي لا تستطيع أن تصمد في هذا المجال أمام هذه العمليات إلا على قاعدة اقتصادية و توفر التكاليف الضرورية - المعوقات- التي تحول دون امتداد السينما إلى عصر النهضة التي يشهدها السمعي البصري رغم امتلاكها لكل الوسائل .
إن السمعي البصري كان اسعد حظا من السينما حينما كرست له الضرورات , كتحديد اللغة و توفير الحرية و الاستقلالية وتكسير كل العادات السيئة التي لا زالت تتشبث بالسينما.
و إذا كان من المتفق عليه فيما سبق ..إن السينما هي أم الفنون و هي فن المال
و البراعة التي تصنع الجودة, و هي أيضا فن التكاليف الباهظة و العائدات النفيسة.. فإنها في الوقت الراهن – تحتضر- الأمر الذي يستوجب انتهاج أسلوب جديد و صياغة مسئولة أمام ( خنقها) بواسطة السمعي البصري الأداة المهيمنة في الوقت الحالي.
و قد فسرت الظروف القاسية التي تمر بها السينما , إن البراعة السينمائية تقترن ( بالمال و المعرفة) و توظيفهما بشكل ذكي يحقق الغايات و يهدف إلى رسم الاستراتيجيات المربحة.. التي تكمن في تجديد اللغة السينمائية بتليين مواضعها نحو التراث الثقافي المادي و الغير مادي و بظهور كتاب سيناريوهات جدد.. و توفير نصوص تنظيمية مصممة تصميما ذكيا يوظف فيه كل الأفكار الجديدة التي تخدم السينما و تطورها.. يضاف إليها آليات الاقتصاد الحر , كالشراكة,و المساهمة, و التمويل المالي, و إدراج مفاهيم الاستثمار و المنافسة و غيرها من الآليات العصرية.
و يتفق الكثير على طبيعة الخصائص الفنية لتطوير السينما وحصرها في عوامل نذكر منها:
1- الطلاقة: و تعني القدرة على إنتاج الجديد من الأفكار.
2- المرونة: و هي القدرة على النتاج الجديد من الفكر الفني الذي يظهر تحرك الإنسان من مستوى فكري فني إلى مستوى مغاير.
3- التوسع: و معناه القدرة على إضافة تفاصيل على صلب الموضوع إلى فكرة فنية أساسية لم يتم إنتاجها في السابق.
4- الأصالة: القدرة على الوصول إلى أفكار لم يتوصل إليها الغير: من التمتع بالذكاء و اتساع الفكر الفني.
و مهما تعددت التفسيرات الفنية فإنها تصب في مجرى واحد , هو أن القدرة على إخراج السينما من ركودها متوفرة و موفورة لدى الكثير من الأفراد في بلادنا.
و في الأخير , ينبغي أن لا يغفل عن هذا الأمر , دون معالجة و لا بد من صياغة إطار توافقي للسينما , و في الوقت نفسه يحفظ للسمعي البصري خصائصه و يعطي للسينما الحركية و الازدهار و الفعالية و النهضة.

 محمد داود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق